مشاكل الدراسة لدى المراهقين
مشاكل الدراسة لدى المراهقين:
تنعكس تطورات مرحلة المراهقة غالباً على الجانب الدراسي
للمراهق، على الأقل معظم الأهل يؤمنون بضرورة رفع الرقابة والملاحقة في المراهقة
مع ازدياد ضجر ونفور المراهق من واجباته الدراسية، ومن هنا كان من الضروري القيام
بدراسة المشاكل التي قد تقف أمام نجاح المراهق في تحصيله الدراسي، وكيف يجب
التعامل مع هذه المشاكل في سبيل رفع سويته العلمية والأكاديمية والتربوية.
أنواع مشكلات الدراسة بالنسبة للمراهقين
وأسبابها
مشاكل الدراسة عموماً وما يتعلق منها بالمراهقين خصوصاً
تعد متنوعة بطبيعتها متعددة في أشكالها، ويعود هذا التنوع إلى نوع الأسباب التي
تؤدي إلى التأخر الدراسي وبالتالي أثر كل منها على مستقبل التحصيل الدراسي، ويمكن
تحديد أنواع هذه المشاكل من خلال النظر إلى التغيرات الطبيعية التي تصاحب مرحلة
المراهقة من جهة، والنظر إلى المشكلات التي تعود في سببها إلى المنظومة التعليمية
والتربوية التي تتحكم في عملية تعليم وتلقين وتدريس وتربية المراهق، وتبعاً لذلك
يمكن تقسيم مشاكل الدراسة بين المراهقين إلى:
5- الانشغال بالعلاقات
والصداقات: من أكثر ما يؤثر على تحصيل
المراهقين الدراسي هو العلاقات التي يمرون بها وميولهم الجديدة التي جاءت مع مرحلة
المراهقة، فأغلب المراهقين مثلاً يرغبون في بناء علاقات عاطفية ورومنسية وربما
جنسية مع أقرانهم من الجنس الآخر، وهذا الأمر هو من أكثر ما يشغل بال معظم
المراهقين ويشتت تفكيرهم ويلهيهم ويبعدهم عن واجباتهم ويعتبر من الأسباب الرئيسية
في تأخرهم وربما فشلهم في دراستهم، كما أن المراهقين يعطون الصداقة والعلاقات
الاجتماعية قيمة كبيرة قد تشغلهم عن دراستهم.
6-التشتت بالأحلام والطموح: لأحلام المراهقين الطموحة وأفكارهم الغريبة والمبالغ فيها أثر ذو حدين على تحصيلهم الدراسي، فمن جهة قد تؤدي هذه الأفكار والأحلام إذا وضعت في مسارها الصحيح إلى جعله متفوقاً في دراسته متلهفاً للوصول لأحلامه، ومن جهة أخرى قد تشغله عن واجباته المدرسية فهو لم يعد يرى فيها ما يشبه أحلامه ويحقق طموحاته.
7-مشاكل الثقة بالنفس: شخصية المراهق ومدى ثقة بنفسه وقبوله لها من الأسباب التي تعتبر أيضاً ذات بعد ثنائي في التأثير على دراسة المراهقين، فإما تكون سبباً في نجاحه إذا كان واثقاً بنفسه ومتأكداً من قدراته، وإما أن تكون سبباً في تأخره إذا كان غير راضٍ عن نفسه ولا يثق بها.
الأسباب التي تؤدي إلى التأخر الدراسي عند المراهقين
تفرض المراهقة بطبيعتها كمرحلة من مراحل النمو وتكوين الذات والأفكار، طرق وأساليب معينة في التفكير ووجهة نظر خاصة تجاه كل مجالات الحياة، وإذا كان يهمنا هنا المجال التعليمي بالتحديد فيمكن إسقاط هذه الخصوصية التي تميز مرحلة المراهقة وتحليلها تمهيداً لاستنتاج أهم الأسباب التي تفرز المشاكل المتعلقة بالتحصيل الدراسي بالنسبة للمراهق، وبالتالي فكما تنوعت هذه المشاكل سوف نجد تنوعاً طردياً بطبيعة الحال في الأسباب التي أدت إليها، ومن هذه الأسباب:
الحالة الاقتصادية: حيث أن الحالة الاقتصادية لأسرة المراهق تلعب دوراً كبيراً في التأثير
على التحصيل الدراسي والعلمي للمراهق، فقد يكون هذا المراهق رغم صغر سنه رباً
لأسرة ومعيلاً لها في بعض الحلات، أو قد لا تتناسب مصاريف الدراسة من لباس وحاجات
وأجور مدارس في بعض البلدان مع دخل الأسرة، ومن ناحية أخرى قد تنعكس حالة الرخاء
والرفاهية التي تتمتع بها بعض الأسرة سلباً على التحصيل الدراسي لابنها المراهق.
البيئة السكنية: في كثير من الأحيان يكون هناك أثر سلبي لمسكن المراهق والبيئة السكنية
التي يعيش فيها على دراسته واهتمامه بواجباته الدراسية، فقد لا تسمح بعض المساكن
بتأمين طقس مناسب يستطيع فيه المراهق التركيز في دروسه وخاصة في فترات الامتحانات.
التفكك الأسري: بعض الأسر تعاني من مشاكل وحالات تفكك مثل انفصال الوالدين أو فقدان أحد
افراد الأسرة أو وجود فرد مريض وأحياناً فرد مهمل وسيء الطباع، فيؤدي كل هذا إلى
عدم إعطاء الاهتمام الكافي الذي يحتاجه المراهق من ذويه.
الأصدقاء والأقران: والعلاقات التي يفضلها المراهقين في هذه المرحلة العمرية الحرجة، فهذه
العلاقات قد يكون لها دوراً هاماً في تراجع المراهق وتأخره الدراسي، مثل العلاقات
العاطفية والرومنسية وحتى الجنسية التي يعتبر المراهقين فريسةً سهلاً لها وتعتبر
من أهم الأسباب التي تشغلهم عن دروسه.
وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، كالأفلام والروايات
والمسلسلات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، فهذه الأمور تعتبر حالياً أكثر
ما يشغل المراهقين عن دروسهم بل وعن حياتهم أيضاً.
أسباب نفسية للتراجع الدراسي: مثل عدم الاقتناع بجدوى المناهج الدراسية كونها لا
تلبي الأحلام والطموحات، يعتبر هذا الأمر
من أكثر الأسباب النفسية التي تؤثر على دراسة المراهقين، فهي تؤدي إلى الرفض التام
لقيام المراهق بواجباته المدرسة واللامبالاة بنتائج هذا الإهمال، كذلك الشعور
بالضيق وعدم الفهم وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والهروب منها، ويكون هذا
عادةً نتيجة لشعور المراهق بعدم القدرة على الاستيعاب أو عدم الاندماج مع أجواء
المدرسة.
أسباب إدراكية وعقلية للتراجع الدراسي
الاختلاف في الذكاء والقدرات العقلية بين مراهق وآخر
وبين نوع من هذا الذكاء وآخر، فمن الطبيعي أن يختلف المراهقين من حيث نوع ذكائهم
ودرجته، وفي هذا تأثيراً لا يستهان به على تحصيلهم الدراسي.
مهارات التفكير واهتمامات المراهقين تعتبر أيضاً عوامل
هامة في مستوى المراهق الدراسي.
ضعف التركيز وتشتت الانتباه.
أسباب مرتبطة بالنهج التعليمي والمؤسسة التعليمية تؤدي
لكره المدرية
مشاكل إدارية متعلقة بنظام المدرسة والتعليم السائد.
علاقة التلميذ المراهق مع بعض مدرسيه، وانعكاس هذا الأمر
على تقبل المراهق للدروس التي يتعلمها من هؤلاء المدرسين.
طريقة التعامل مع مشاكل المراهقين الدراسية
كيف يمكن للأهل تلافي مشاكل الدراسة والتقليل من أثرها
على ابنهم المراهق
بين اللين والتراخي من جهة أو القسوة والحزم من جهة أخرى
تتأرجح الأساليب التي يتبعها الأهل مع ابنهم المراهق في محاولة للحفاظ على مستوى
معين في تحصيله التعليمي وتفوقه الدراسي، ولكن جميع هذه الأساليب المباشرة التي
كانت تتبع معه عندما كان طفلاً فقدت جانباً هاماً من تأثيرها، بل على العكس من ذلك
ربما أصبحت تعطي نتائج عكسية وسلبية في مرحلة المراهقة، وهذا ما وضع الأهل مرة
أخرى في حيرة من أمرهم بما يتعلق في الطرق الأمثل للتعامل مع ضعف وتأخر أبنائهم
الدراسي، ولهذا السبب كان من المجدي أن نتعرف على هذه الأساليب الأمثل والتي سجلت
نتائج أفضل على هذا الصعيد، ومن هذه الوسائل:
تعزيز الثقة بالنفس لدى المراهقين: ففكرة المراهقين عن ذاتهم لها تأثير كبير على شخصيتهم
وبالتالي تقديرهم لإمكاناته، فإذا كانت هذه الثقة ضعيفة قد يصاحبها شعور لدى
المراهق بأنه ضعيف القدرات والإمكانات وما قد يسبب ذلك من إهمال من قبله لواجباته
المدرسة وغيرها وبالتالي ضعف مستواه الدراسي، وفي نفس الوقت إذا وصلت هذه الثقة
إلى مرحلة الغرور أدى ذلك إلى تقدير المراهق لنفسه بأكثر مما تستحق وبالتالي حدوث
فجوة في ذهنه بين مستوى ما يتلقاه من معلومات في مناهج الدراسة وبين المستوى الذي
يرى نفسه به، وهذا ما يولد لديه اللامبالاة بدراسته وبما يتعلمه من خلالها
وبالتالي تأخره في الدراسة.
تحقيق التوازن بين رغبات المراهق واهتمامه بدراسته: مساعدة المراهق على تحقيق التوازن بين رغباته وطموحاته من جهة وبين واجباته الدراسية والمتوقع منه من جهة أخرى، ويتم ذلك من خلال تعويده على تحمل مسؤولية تصرفاته وقرارته منذ طفولته فهو الآن المسؤول الأول عن نجاحه وفشله، والغاية هنا ليس التقليل من شأن طموحاته وأفكاره وأحلامه وإنما إيجاد القواسم المشتركة بينها وبين واجباته الدراسية بحيث تكون كل منهما دافعاً للآخر وليس معرقلاً له.
الكثير من الأهل يشتكون من أن الأمور المتعلقة بدراسة أبنائهم المراهقين: ولا تسير كما هو واجب ومفروض، فالكثير من التلاميذ ضجرين من جو الدراسة والمدرسة وهم لا يدركون بحكم مراهقتهم وقلة خبرتهم قيمة تحصيلهم الدراسي والعلمي وتأثيره على مستقبلهم، وهذا بالطبع ما يترتب عليه وقوع المراهق في مشاكل متعددة تتعلق بدراسته، إلا أن الكثير من الاهل لا يكفون عن أداء واجبهم في الإرشاد والتوجيه وذلك بالطبع من منطلق قلقهم على مستقبل أبنائهم، وبين حيرة الأهل وقلقهم من جهة وضجر الابناء ونفورهم من جهة أخرى، كان لا بد من القيام بدراسة يحدد من خلالها ما هي هذه المشاكل التي تعترض المراهقين، وماهي أسبابها ومصادرها وأنواعها وبالتالي ما هي الطريقة الأمثل للتعامل معها وإيجاد الحلول لها.
